باراك اوباما

تشكل حربا العراق وافغانستان اضافة الى باكستان غير المستقرة وملف ايران النووي سلسلة تحديات دولية تنتظر الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الذي ينوي التعامل معها بنهج جديد بعيدا من سياسة سلفه جورج بوش.

فعلى صعيد "الحرب على الارهاب" التي بدأها بوش على الجبهة العراقية ينوي الرئيس المنتخب وضع حد نهائي لهذا النزاع الذي بدأ في اذار/مارس 2003 والذي اسفر عن مقتل اكثر من اربعة الاف جندي عراقي.

وفي وقت تحسن فيه الوضع على الارض في شكل ملحوظ منذ عام يريد اوباما الذي اعلن رفضه اجتياح العراق سحب القسم الاكبر من القوات الاميركية خلال ستة عشر شهرا اي بحلول صيف 2010 بحيث لا تبقى الا قوات مكلفة مكافحة الارهاب.

والموعد الذي حدده اوباما هو اقرب مما تضمنه الاتفاق الامني الذي يستمر التفاوض في شأنه بين ادارة بوش وبغداد والذي يلحظ انسحاب القوات الاميركية من المدن مع نهاية حزيران/يونيو 2009 وانسحابا تاما من العراق نهاية 2011.

وينطوي الانسحاب من العراق على رهان اخر يتمثل في تخصيص عدد اكبر من الجنود وقسم اكبر من الموازنة لمصلحة الحرب في افغانستان التي جعلها اوباما احدى اولويات سياسته الخارجية والتي تخضع لاعادة بحث استراتيجية في البيت الابيض.

ولا يزال نحو 145 الف جندي اميركي في العراق في مقابل 32 الفا في افغانستان حيث يتصاعد النزاع مع متمردي طالبان.

ويؤيد اوباما الذي يرى ان "الجبهة المركزية ل+الحرب على الارهاب+ تتركز في افغانستان وباكستان" ارسال تعزيزات تتجاوز عشرة الاف عنصر تلبية لطلب القادة الميدانيين.

واعتبر بروس ريدل المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) المتخصص في المنطقة انه "ينبغي حسم قضية ارسال قوات اضافية الى افغانستان في اقرب وقت فلا هامش مناورة كبيرا للبحث طويلا في السياسة الواجب تبنيها انها ازمة فورية".

وسيسعى اوباما ايضا الى الحصول على التزام عسكري اكبر من جانب الاوروبيين.

ولكن اضافة لزيادة القوات الاجنبية البالغ عديدها حاليا سبعون الف جندي يشتمل التحدي الافغاني على الفساد وافتقار الحكومة الى السلطة واقتصاد متعثر يعول في شكل كبير على تهريب المخدرات فضلا عن عدم استقرار باكستان المجاورة والذي اتاح للمتمردين اقامة قواعد لهم عند الحدود.

وابدى الرئيس المنتخب استعداده لتنفيذ ضربات محددة في باكستان ضد طالبان والقاعدة سواء باذن من اسلام اباد او من دونه وخصوصا ان الولايات المتحدة تتهم الحكومة الباكستانية بعدم التشدد في مكافحة الارهابيين الذين لجأوا الى حدودها مع افغانستان.

وعلق الدبلوماسي السابق ريتشارد هولبروك في مجلة +فورن افيرز+ "سيكون اساسيا بالنسبة الى الادارة المقبلة ان تتبنى سياسة واضحة حيال اسلام اباد".

وفي هذه المنطقة غير المستقرة تشكل ايران التي تتهمها واشنطن بالسعي الى امتلاك قنبلة نووية وبدعم المتمردين في العراق ملفا اخر ساخنا بالنسبة الى ادارة اوباما.

وبخلاف جورج بوش اقترح الرئيس المنتخب فتح حوار مع طهران من دون شروط مسبقة مع استمرار عقوبات الامم المتحدة في حقها لاجبارها على انهاء برنامجها النووي المثير للجدل.

وفي رسالة مفتوحة عبر مجلة "نيوزويك" مؤرخة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر خاطب رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس الرئيس الجديد "اذا واصلت ايران جهودها لتخصيب اليورانيوم فستواجهون باكرا خلال ولايتكم خيارا من اثنين: اما مهاجمة هذا البلد (او اعطاء الضوء الاخضر للاسرائيليين للقيام بذلك) واما التعايش مع ايران نووية".

مشكور